15/03/2023

مغرد برس
هبطت الأسواق الأوروبية بشكل حاد اليوم الأربعاء، مع استمرار انزلاق أسهم البنوك إلى المنطقة الحمراء بعد تداعيات بنك وادي السيليكون الأمريكي.
وكان بنك “كريدي سويس” السويسري أبرز ضحايا هذا الهبوط بعد أن كشف البنك عن وجود “نقاط ضعف جوهرية” في تقاريره أمس الثلاثاء.
وانخفض سعر سهم “كريدي سويس” بقرابة 30%، وانخفض مؤشر Stoxx 600 لعموم أوروبا بنسبة 1.7% في منتصف التعاملات الصباحية، مع تداول معظم القطاعات والبورصات الرئيسية في المنطقة الحمراء، وواصلت أسهم البنوك سلسلة خسائرها وانخفضت بنسبة 4.6%، يليها قطاع التجزئة الذي انخفض بنسبة 3.9%.
وجاءت الانخفاضات الحادة في أسعار الأسهم في أعقاب انهيار بنك وادي السيليكون في الولايات المتحدة، وكذلك بعد أن استبعد رئيس البنك الأهلي السعودي، الذي اشترى حصة 10% في Credit Suisse العام الماضي، تزويد السويسريين بالمزيد من المساعدة المالية.
كريدي سويس يستنجد
ناشد بنك كريدي سويس البنك المركزي السويسري لإظهار الدعم العام بعد أن تراجعت أسهمه، مما أدى إلى عمليات بيع واسعة النطاق لأسهم البنوك الأوروبية والأمريكية.
ونشرت صحيفة فاينانشيال تايمز، أنَّ البنك المركزي السويسري والحكومة السويسرية يدركان تماماً أن فشل “كريدي سويس” أو حتى أي خسائر من جانب حاملي الودائع من شأنه أن يدمر سمعة سويسرا كمركز مالي.
وفي السياق، طلب البنك المركزي الأوروبي من مقرضي الاتحاد الأوروبي الكشف عن تعرضهم للمقرض السويسري “كريدي سويس”.
وأعادت المشاكل الأخيرة للمقرض السويسري المضطرب إشعال عمليات بيع واسعة النطاق لأسهم البنوك في أوروبا والولايات المتحدة، والتي كانت تعاني بالفعل هذا الأسبوع من التداعيات التي أعقبت انهيار بنك سيليكون فالي.
ويكافح البنك السويسري الذي خسر نحو 98% من قيمته منذ عام 2007 من أجل استعادة ثقة العملاء والمستثمرين بعد سلسلة من التعثرات، كما أن الاضطرابات التي يشهدها قطاع البنوك العالمي على خلفية أزمة انهيار سيليكون فالي زادت من صعوبة موقفه.
بدوره استبعد البنك الأهلي السعودي ضخ المزيد من السيولة في “كريدي سويس” وهو ما دفع أسهم البنك السويسري للتراجع في أكبر تراجعٍ يومي له على الإطلاق.
وقال عمار الخضيري، رئيس البنك السعودي -أكبر مساهم في كريدي سويس- إنه لا يمكن إعطاء البنك السويسري المزيد من السيولة لأنه لا يمكن زيادة حصة الملكية فيه عن 10% بسبب قواعد تنظيمية، وفقاً لوكالة رويترز.
هذا ونشر بنك “كريدي سويس” أمس الثلاثاء تقريره السنوي لعام 2022، قائلاً إنه رَصَدَ “نقاط ضعف جوهرية” في الضوابط على التقارير المالية، ولم يستطع بعدُ وقفَ خروج أموال العملاء، فيما بلغ حجم خروج أموال العملاء من البنك في الربع الأخير من 2022 نحو 120 مليار دولار.
وتُعد سويسرا المركز المالي الأكثر سرية في العالم، كما تُعتبر أكبر مركز دولي للثروات المنقولة للخارج، تليها الولايات المتحدة، وفقاً لشبكة العدالة الضريبية المعنية بالمطالبة بالشفافية المالية دولياً.