12/07/2020

متابعات ( الشارع )
أهالي المجتمع المحلي في “الكدحة”، يمنعون النازحين من الشرب من مشروع المياه العام الخاص بالمنطقة! يتحدث النازحون عن ذلك بألم. أحدهم أضاف: “ما هكذا يفعل الجار بجاره وإن كان يهودياً”! ما قاله الرَّجُل هنا ينطلق من وعي شعبي يرى بأن اليهود تجسيد لكل ما هو شرير وشيطاني، وهذا غير صحيح.
في “مخيم جبل زيد”، تتجاوز المعاناة حدودها؛ فالنازحون يكافحون في جميع الاتجاهات؛ للحصول على لقمة العيش، وللحصول على مياه الشرب المشاعية العامة التي منعهم المجتمع المحلي المضيف من الحصول عليها.
النازح عادل علي، قال : “قبل ثلاث سنوات، حدد أهالي المنطقة يوماً واحداً في الأسبوع يتم فيه إيصال مياه المشروع إلى مخيم جبل زيد، لكن تم بعد ذلك منع ذلك.. حالياً مشروع المياه مقطوع علينا، ولا تصل المياه منه أبداً إلى المخيم. المياه مقطوعة علينا بشكل نهائي وكامل”.
موفد “الشارع”، زار مشروع المياه والبئر ومضخة المياه الخاصة به، والتقط صوراً لها.
النازح خالد يقول: “منعوا عنا مشروع المياه؛ لأن أهالي المنطقة يستخدمون مياه البئر لسقي القات المزروع في مزارعهم. كل المزارع توقفت عن زراعة المحاصيل الزراعية وتحولت إلى زراعة القات، والقات يحتاج إلى كمية كبيرة من المياه”.
النازحون هنا بلا طعام، بلا أعمال، ويعيشون غارقين في الفقر والجوع. وفوق هذا، تم منع المياه عنهم! ولحل المشكلة “تَبَرَّع فاعل خير بتقديم خزانات مياه للمخيم، وتزويدها بالمياه بشكل يومي؛ عبر بوزتين (دِيَنَّتين صغيرتين) خاصتين بنقل المياه تقوم كل منهما بنقل زَفَّة مياه إلى خزانات المخيم يومياً”؛ كما قال للصحيفة النازح ماجد مسعد.
موفد “الشارع”، زار خزانات المياه الخاصة بالمخيم، وهي أربع خزانات كبيرة نسبياً، ويبدو أنها قُدِّمت من أكثر من جهة. خزانات المياه الأربعة هذه تُغَذِّي 290 أُسرة في المخيم بالمياه. وأمامها تجد الأطفال يتسابقون لتعبئة “دِبَابْ” المياه الخاصة بأُسَرِهم، قبل أن تنتهي المياه من تلك الخزانات. بعدها، ينقلون “دِبَابْ” المياه على رؤوسهم إلى الخيام التي تسكنها أُسرهم. والمسافة بين المخيم وخزانات المياه ليست قصيرة بالنسبة للصغار (إناث وأولاد) الذين يحملون على رؤوسهم “دِبَابْ” مياه أكبر من طاقتهم وقدرتهم. حتى أطفال النازحون يُكافِحون بشكل يومي كي يبقون على قيد الحياة.