16/10/2024
متابعات
كشفت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن إسرائيل تواجه نقصا وشيكا في الصواريخ الاعتراضية بينما تعمل على تعزيز الدفاعات الجوية للحماية من هجمات إيران ووكلائها.
وتتسابق الولايات المتحدة للمساعدة في سد الثغرات في الدرع الواقي لإسرائيل، حيث أعلنت الأحد الماضي عن نشر بطارية دفاع جوي صاروخي عالي الارتفاع (ثاد)، قبل ضربة انتقامية محتملة من إسرائيل على إيران والتي تخاطر بمزيد من التصعيد الإقليمي.
واعتبرت دانا سترول، وهي مسؤولة دفاعية أمريكية سابقة رفيعة المستوى مسؤولة عن الشرق الأوسط، أن “قضية الذخائر الإسرائيلية خطيرة”.
وقالت للصحيفة البريطانية: “إذا ردت إيران على هجوم إسرائيلي (بغارات جوية ضخمة)، وانضم حزب الله أيضًا، فسوف تتعرض الدفاعات الجوية الإسرائيلية للضغط”.
وأضافت: “لا يمكن للولايات المتحدة الاستمرار في إمداد أوكرانيا وإسرائيل بنفس الوتيرة. نحن نصل إلى نقطة تحول”.
بواز ليفي، الرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، وهي شركة مملوكة للدولة تصنع صواريخ “آرو” الاعتراضية المستخدمة لإسقاط الصواريخ الباليستية، يعمل بنظام الفترات الثلاثية للحفاظ على تشغيل خطوط الإنتاج. وفق ما تحدث به للصحيفة.
وقال “بعض خطوطنا تعمل 24 ساعة، سبعة أيام في الأسبوع. هدفنا هو الوفاء بجميع التزاماتنا”.
وتابع “الوقت المطلوب لإنتاج صواريخ اعتراضية ليس مسألة أيام”.
وفي حين لا تكشف إسرائيل عن حجم مخزوناتها، لفت ليفي إلى أنه “ليس سراً أننا بحاجة إلى تجديد المخزونات”.
وفي الهجومين اللذين شنتهما إيران على إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، وأكتوبر/تشرين الأول الجاري، تصدت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة الولايات المتحدة. وحلفاء غربيين آخرين، للجزء الأكبر من الصواريخ والطائرات المسيرة التي أطلقتها طهران.
كما أسقط نظام القبة الحديدية في إسرائيل صواريخ قصيرة المدى وطائرات بدون طيار أطلقتها حماس من قطاع غزة.
بينما اعترض “مقلاع داود” صواريخ أثقل أطلقت من لبنان.
وفي الوقت نفسه، تصدت الدفاعات الجوية الإسرائيلية لصواريخ وقذائف وطائرات بدون طيار أطلقها الحوثيون على إسرائيل.
وفي أبريل الماضي، قال الجيش الإسرائيلي إنه بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، حقق معدل اعتراض بنسبة 99 في المائة ضد وابل إيراني من 170 طائرة بدون طيار و30 صاروخًا كروز و120 صاروخا باليستيا.
ولكن إسرائيل لم تحقق نجاحا كبيرا في صد هجوم إيراني ثان تضمن أكثر من 180 صاروخا باليستيا أطلقته في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وفق فايننشال تايمز.
فقد أصاب ما يقرب من ثلاثين صاروخا قاعدة نيفاتيم الجوية الإسرائيلية، وفقا لمحللي استخبارات المصادر المفتوحة، بينما انفجر صاروخ واحد على بعد 700 متر من مقر الموساد، وكالة الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن حزب الله اللبناني أظهر أنه لا يزال قادرا على ضرب مسافة 60 كيلومترا على الأقل داخل إسرائيل على الرغم من أسابيع من الهجمات الإسرائيلية على قادته وترسانته.
والأحد الماضي، قتلت طائرة بدون طيار تابعة لحزب الله أربعة جنود إسرائيليين في قاعدة عسكرية في وسط البلاد.
وقال عساف أوريون، العميد الإسرائيلي السابق ورئيس الاستراتيجية في قوات الدفاع الإسرائيلية للصحيفة، “نحن لا نرى قدرات حزب الله الكاملة بعد. لقد أطلق فقط حوالي عُشر قدرته على الإطلاق قبل الحرب، بضع مئات من الصواريخ يوميًا بدلاً من ما يصل إلى 2000”.
وأضاف أوريون: “بعض هذه الفجوة هو اختيار من جانب حزب الله بعدم إطلاق النار بالكامل، وبعضها يرجع إلى التدهور من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي. . . . لكن حزب الله لديه ما يكفي لشن عملية قوية”.
“لا تزال حيفا وشمال إسرائيل تتعرضان لهجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار كل يوم تقريبًا”. يتابع العميد.
ووفقا للأرقام الإسرائيلية الرسمية، تم إطلاق أكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة على إسرائيل على مدار العام الماضي من غزة ولبنان وحدهما.
و”خلال هجوم الأول من أكتوبر، كان هناك شعور بأن الجيش احتفظ ببعض صواريخ آرو الاعتراضية في حالة إطلاق إيران لصواريخها التالية على تل أبيب”، بحسب إيهود عيلام، الباحث السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، الذي ينظر إلى الأمر على أنه “مسألة وقت فقط قبل أن تبدأ إسرائيل في نفاد صواريخها الاعتراضية ويجب عليها تحديد أولويات كيفية نشرها”.