28/12/2023
بقلم / فهد البرشاء
ساقتني الأقدار وانا اتنقل بين صفحات العالم الازرق (فيسبوك) لمشاهدة مقطع فيديو أبكى قلبي دماً وأوجع روحي ودواخلي..
لم أكن أعلم أن خلف هذا مأساة (طفلة) عدنية ساقها الجوع والفاقة لأن تلقى (حتفها) ويكتب الجوع نهايتها بطريقة مؤلمة ومبكية يتفتت لها القلب وتصرخ من هولها الحنايا..
مراراً وتكراراً والطفلة تحاول أن تقفز إلى برميل (القمامة) لتستجدي شيء من (فتات) اللصوص والمرتزقة وناهبي ثروات الاوطان، وتسد به جوعها وفاقتها والم دواخلها..
ويكأنها تمد يديها (للموت) الذي بات يجوس في شوارع عدن المنكوبة وتُسمع أنفاسه إن كان للموت أنفاسٌ تُسمع، فكان لها ما ارادت ليخطف (القدر) روحها البريئة ويخط برميل قمامة (الانذال) حكايتها المؤلمة ليظل شاهدٌ على (حقبة) زمنية مات فيها الأطفال جوعاً..
تألمت كثيراً وانا اشاهد هذه المأساة لهذه الطفلة التي أجزم أنها لن تُحرك (دواخل) هؤلاء (الراكدة)، ولن تستثير إنسانيتهم أو تغير من سياستهم ولن تُذرف لهم دمعة واحدة حيال ماحدث ويحدث..
تألمت لحال هذه الطفلة التي تجسدت فيها مقولة (الموت جوعاً)، فلا هي عاشت بجوعها ولا هي ماتت بعد أن تأكل شيء، حتى وإن كان من بقايا لصوص الأوطان ممن ينهبون ثرواته ليل نها..
فليضع كل منا طفله أو طفلته مكان هذه الطفلة وليتابع أحداثه منذ خروجها منزلها والجوع يعتصرها وهي تتخبط هنا وهناك، وتستجدي براميل القمامة لتبحث عن فتات تسد به حاجتها وجوعها، وفي (غمضة) عين تغدو (جثة) هامدة سحقها برميل القمامة..
ورب محمد مؤلم جداً ومبكي هذا المشهد للحد الذي لن يتسع فيه الكون الفسيح للألم من مصير هذه الطفلة البائسة المسكينة التي اتت عليها صراعات الساسة فأصبحث قتيلة الجوع..