الأحد , 15 سبتمبر 2024
الرئيسية » منبر حر » فنانو أبين المنسيون .. الفنان فضل العقيلي أنموذجًا

فنانو أبين المنسيون .. الفنان فضل العقيلي أنموذجًا

06/05/2023

 

بقلم / وسيم صالح

لم تكن بداية الفنان التشكيلي والرسام الكاريكاتوري *فضل العقيلي* عادية مقارنة بالكثير من الفنانين في هذا المجال، حيث كان لشغفه بهوايته التي بدأت بالبروز منذ أن كان طالبا في المراحل الدراسية الأولى في مدينة جعار بمحافظة أبين انعكاسا لفت انتباه معلميه آنذاك ،

لكن العام *1987* كان عاما مختلفا بالنسبةِ للفنان العقيلي واعتبره بأنه العام الذي كان البداية الحقيقية للاعتراف بموهبته الفنية خصوصا بعد أن نجح في نشر أول أعماله الكاريكاتورية في صحيفة *14 أكتوبر* وهي واحدة من الصحف الرسمية واسعة الانتشار في عموم البلاد والحصول على فرصة نشر الأعمال الفنية فيها يعد نجاحا واعترافا حقيقيا بالموهبة الواعدة القادمة من محافظة أبين

ولأنه الفنان المتفجر الابداع مكنته موهبته الحقيقية من المشاركة في الكثير من المعارض التشكيلية التي أقيمت داخل البلاد قبل أن ينتقل إلى العاصمة صنعاء للعمل

عند وجوده في صنعاء عمل العقيلي في مجلة معين رسامًا كاريكاتوريا لكن عمله في هذه المجلة لم يدم طويلا خصوصًا بعد أن لفتت موهبته المتقده الأنظار إليه وسرعان ما تم تعيينه سكرتير تحرير لصحيفة الاتحاد الأهلية وتحديدا في العام *90* قبل أن يتم تعيينه مدير التحرير للصحيفة ذاتها، لكن بحثه المتواصل عن الوسائل التي يدرك بأنها ستمنحه الكثير من الانتشار جعله ينتقل بعد ثلاثة أعوام من عمله في صحيفة الاتحاد إلى صحيفة رأي وعمل بها سكرتيرا للتحرير

ومن خلال الوظائف التي تدرج بها في الصحف الحكومية والأهلية ندرك جليا بأننا أمام فنان مقتدر تستطيع أنامله التعامل مع الريشة والالوان بإتقان فنان مبدع وصاحب حس فني جعل منه واحدا من كبار الفنانين التشكيليين داخل اليمن .

للعقيلي الكثير من الاسهامات التي ساعدت في تأسيس الكاريكاتور في معظم الصحف والمجلات التي ظهرت بعد العام *90*

وعلى الصعيد الشخصي فالفنان فضل العقيلي له عدة معارض شخصية، إلى جانب معارض أخرى اشترك في إقامتها إلى جانب الكثير من كبار الفنانين اليمنيين،

الأعمال الفنية ذات الاولوان التي تحمل في تفاصيلها القضية والفكرة جعلت كلا من وزارة الثقافة وصندوق التراث والتنمية الثقافية يحتفظا بعدد كبير من لوحات الفنان العقيلي ضمن المقتنيات الخاصة بهما وهذا يعني الاعتراف التام بموهبة الفنان العقيلي وتصنيفه واحدا من الفنانين الكبار على مستوى الوطن.

في العام *93* شارك العقيلي في مهرجان الرياح بدولة اليابان من خلال معرض كاريكاتوري قدم فيه مجموعة من أعماله الفنية الرائعة

على الرغم من أن انهماكه الدائم بالريشة والألوان إلا أنه كان حريصا على نشر الكثير من المقالات والدراسات الخاصة بالفن التشكيلي والكاريكاتور في محاولة منه لتشجيع المبتدئين في فهم القواعد الأساسية لهذا الفن.

يفخر العقيلي بلقائه للفنان الفلسطيني مبتكر شخصية حنظلة ناجي العلي أثناء زيارته إلى محافظة عدن في العام *85*

التفرغ التام للكاريكاتور بالنسبة للعقيلي بدأ منذ العام *94*
وكان واحدا من الفنانين الذين حظوا باهتمام الصحف الكبيرة ومن بينها صحيفة الثورة التي خصصت له عمود يومي تحت مسمى *الأحداث بالكاريكاتير* ويتناول فيه الأحداث العربية والدولية وفي مقدمتها *القضية الفلسطينية* على وجه الخصوص – واستمر هذا العمود حتى العام *2015* بسبب الأزمة السياسية

موهبة الفنان فضل العقيلي الكبيرة أهلته إلى أن يكون واحداً من الكبار الذين حظوا بالاهتمام والتكريم خصوصا في مهرجان صنعاء عاصمة الثقافة العربية من قبل وزير الثقافة آنذاك الأستاذ خالد الرويشان وهو المهرجان الذي حضره الكثير من الأدباء والمثقفين على مستوى الوطن العربي الكبير

اليوم وبعد زهاء ثلاثون عاما من العمل والإبداع يعيش الفنان فضل العقيلي في مدينة جعار بعيدا عن أنظار المسؤولين واهتمامهم، فريشته التي ظلت زاهية بالألوان وانتج من خلالها مئات اللوحات الفنية مركونة فوق ركام النسيان والتجاهل ولم يشفع له تاريخه الطويل في خدمة بلاده في المجال الذي عشقه وأحبه باي تكريم من قبل المعنيين، تماما كحال الكثير من الفنانين والمبدعين في محافظة أبين الذين باتوا فريسة للخذلان بعد أن قضوا أعمارهم في خدمة بلادهم.