18/11/2024
رسالة إلى إعلام وإعلاميي عدن
بقلم صبري سالمين بن مخاشن
منذ ثلاثة أيام تقريبا، يشن إعلام وإعلاميو عدن هجومًا عنيفًا ضد شخص الشيخ عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت و مؤتمر حضرموت الجامع ووكيل أول حضرموت، بحجة احتجازه قواطر النفط الخام الخاصة بتشغيل كهرباء بترومسيلة المعروفة بمحطة الرئيس، مما تسبب في زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي في مناطق عدن .
الحملة الإعلامية المذكورة مضللة ومجحفة ولا تستند إلى الحقائق نهائيًا، غير منطقبة ولا واقعية ، لقد سردت معلومات غير صحيحة تفتقر للمهنية، وأسرفت في تسويق الاتهامات والأكاذيب، رغم اختلاف سياسات وتوجهات وقناعات هؤلاء الإعلاميين ووسائل الاعلام الذي يصل إلى درجة التضاد ؛ لتضليل الرأي العام العدني خاصة، والوطني عمومًا.
سنحاول أن نوضح هذه الحقائق باختصار شديد قدر الإمكان، وفقًا لما سيأتي :
أولًا :
يقف خلف هذه الحملة سلطة محافظة عدن، ومكتب رئيس الحكومة، ومكتب مجلس القيادة الرئاسي، وبعض قوى المجلس الانتقالي خدمة لأجندات بعضهم البعض وتغطية على بعضهم البعض لعدة أهداف ، منها فشل محافظ عدن في حل مشكلة انهيار منظومة الكهرباء في عدن منذ توليه المسؤولية، رغم إدخال محطة الرئيس للخدمة بقدرة 260 ميجاوات، ومحطة الطاقة الشمسية بقدرة 100 ميجاوات، بالإضافة للمحطات الموجودة سابقًا.
محطة الرئيس أنشأتها شركة بترومسيلة من نفظ حضرموت، وهي في الأصل محطة غازية وتعمل أيضا بالمازوت والديزل والنفط الخام المخفف ، لكن لم يتم استكمال مشروعها، واعتمدت على النفط الخام من مأرب كونه مخفف ومناسب للمحطة .
كانت الفكرة مؤقتة لحين تشغيلها بالغاز، ومرت سنوات طوال ولم يُنفذ شيء من المعالجات الفنية لإصلاح واستكمال المحطة وتشغليها بالغاز وبكامل قوتها ، في مايو 2024م، قطعت مأرب نفطها الخام لعدم سداد مستحقاتها ولأسباب واشكاليات أخرى مع سلطة عدن، فطلبوا من حضرموت تزويدهم بالنفط الخام رغم عدم مطابقتة لمواصفات المحطة فهو نفظ ثقيل سيؤثر على أداء وكفاءة المحطة دون أن يهمهم ذلك لتهدئة غضب الشارع العدني .
المهم طلبوا نفظ حضرموت الخام من خزانات الضبة التي توقف التصدير منها بسبب ضرب الحوثيين للميناء ، فرفض حينهامحافظ حضرموت طلبهم ؛ حتى يتم الالتزام بتزويد محطات كهرباء حضرموت بمشتقات كافية لتشغيل التيار الكهربائي فشنت وسائل الإعلام والإعلاميون في عدن حملة مشابهة لتلك التي تحدث اليوم، لكنها فشلت ، ثم تدخلت وساطات وتم الاتفاق بين محافظ حضرموت ومحافظ عدن على استقطاع ثلث حصة عدن من المازوت والديزل التي تصرفها الحكومة اليمنية لصالح محطات كهرباء حضرموت المنهاره أصلا .
لم يتم إخراج نفط خام حضرموت حتى وصلت حصة حضرموت المتبادلة مع عدن إلى ميناء المكلا، وكانت هذه المرة الأولى والاخيرة التي نفذ فيها محافظ عدن الالتزام ، ومع أن الاتفاق فشل إلا أن نفط حضرموت استمر بالتوجه إلى عدن يوميًا عبر خمس قواطر تحمل 2700 برميل نفط خام، بقيمة تقدر بمائتي ألف دولار أمريكي يوميًا، من بداية مايو حتى بداية أكتوبر الماضي أي : خمسة أشهر كاملة ولم تحصل حضرموت على أي مقابل ولا سنت من سلطة عدن أو الحكومة المزعومة ، بل إن صحاب القاطرات التي تذهب يوميا إلى عدن لم يستلموا أي مستحقات من أول يوم نقل حتى الآن، ولا يعلمون كم هي قيمة إيجار النقل المستحقة لهم مقابل نقل النفط الخام من حضرموت إلى عدن .
هناك غياب كامل للرقابة والمحاسبة والمسؤولية للكميات الخارجة من ميناء الضبه بحجة تزويدها محطة الرئيس بعدن ، مثلا :
الآن توجد أكثر من سبعين قاطرة نفط خام خرجت باسم محطة الرئيس بعدن من خزانات في ضبه الى حوش أحد المواطنين في الريان المكلا من بداية أكتوبر ، دون أن تذهب لعدن بعد أن أقام حلف قبائل حضرموت النقاط غرب المكلا لمنع خروج وتهريب ثروات وخيرات حضرموت وتحذير شركة بترومسيلة : مما أدى لظهور منشآت سرية (مصافي) لتكرير النفظ السفري الخطيرة المخالفة ، والتي تفتقد لأدنى معايير السلامة والأمن ، تابعة لعصابات ولوبيات كانت قبلها تتخذ من شبوة ومارب والخشعة مقرا لها ، فنزحت إلى مناطق الريان والشحر والصلب بعد منع الحلف خروج النفط الخام من حضرموت .
وصل الحال إلى خروج نفط خام من خزانات بترومسيلة باسم محطة الريان في خطوات تكشف حجم النهب والتهريب للثروات وخيرات حضرموت من قبل اللوبيات وعصابات الفساد العابثة للوطن عموما وحضرموت خصوصا ، وهي من يدعم اختلاق معارك وهمية عبر الكهرباء بين عدن وحضرموت ، ولدى الحلف والجامع كل المستندات التي تثبت ذلك بصوت وصورة مثلما كشف للرأي العام بالوثائق لوبيات وعصابات تهريب الرمال السوداء عبر ميناء المكلا ، ووجه بعدها النائب العام بالتحقيق فيها .
وماخفي أفظع من جرائم وعصابات نهب وتخريب ممنهج لحضرموت وأهلها والوطن عموما ؛ لإفقار وتجويع وتشريد الشعب ككل ، ولتمرير مخططاتهم اللصوصية والثراء الفاحش على حسابهم دون رحمة لحالهم .
ثانيًا :
بسبب فشل المجلس الرئاسي والحكومة في حل مشكلة انهيار منظومة الكهرباء في عدن، وشعور المجلس الانتقالي الجنوبي بالمسؤولية تجاه عدن وأهلها ، يحاول الجميع الآن تعليق المسؤولية على بن حبريش ، في تبرير ساذج وغير منطقي لتضليل الرأي العام وتغطية فشلهم وفسادهم منذ 2016م حتى الآن.
حلف قبائل حضرموت أعلن في 31 يوليو 2024م، أي قبل أربعة أشهر، تصعيدًا ضد المجلس الرئاسي والشرعية الفاسدة لتنفيذ مطالب أبناء حضرموت، أصحاب الأرض والثروة.
حضرموت ضحت لأجل الوطن بخيراتها منذ أكثر من ثلاثين عامًا بمليارات الدولارات، وكهرباء محطة الرئيس شاهد على ذلك. حضرموت لا تتلقى خدمات ولا كهرباء، وتتحمل وعودًا كاذبة لم يُنفذ منها شيء منها قرار الرئيس هادي بالزام شركة بترومسيلة انشاء محطة كهربائية غازية لعدن بطاقة 260ميقا ومحطة لحضرموت بطاقة 100ميقا نفذت في عدن ولم تنفذ في حضرموت ، وليس هناك مايؤشر على تنفيذها لاحقا .
وضمن إجراءات التصعيد، تم إيقاف الديزل لبترومسيلة عن مأرب ومناطق أخرى منذ اليوم الأول لإعلان الحلف ، ولم يتم إيقاف نفط حضرموت الخام لعدن إلا بتاريخ 4 أكتوبر الماضي، ولم نسمع أي صوت أو احتجاج من عدن إلا في هذه الأيام، أي بعد نحو أربعين يومًا.
أسئلة :
كيف كانت كهرباء عدن تعمل خلال تلك الفترة؟ لماذا لم يُعترض أحد خلال الأربعين يومًا الماضية؟
هل عدن لا تحتاج النفط الخام للكهرباء؟ أم أن النفط الخام كان يذهب إلى جهات غير شرعية؟
أم أن عدن كانت لديها مشتقات كافية خلال تلك الفترة؟
والآن بعد نفادها، أرادوا تعليق فشلهم وعجزهم على بن حبريش لخدمة الرئيس العليمي، ولتخفيف الضغط على المجلس الرئاسي، والتآمر على حضرموت ومطالبها؟ .
رجال قبائل حضرموت المرابطون في النقاط المنتشرة عبر حضرموت ليسوا قطاع طرق أو مخربين أو مليشيات ، لم يخطفوا أشخاصًا، ولم يقتلوا أحدًا، ولم يغتصبوا النساء والأطفال، ولم يتقاتلوا في الشوارع، ولم يهددوا الأمن والسكينة العامة، ولم يفرضوا الجبايات على القواطر المارة، ولم يسطوا على الأراضي أو يبتزوا المواطنين. هم محتجون غاضبون مظلومون يطالبون بحقوق ومطالب مشروعة أقرها المجلس الرئاسي رسميًا، وكل الدنيا أكدت أحقيتهم.
المازوت الذي يأتي من عدن هو دعم حكومي ناقص يأتي عبر ميناء عدن من الخارج، وليس من سلطة عدن أو من أرضها وخيراتها كما يروج البعض ، ولم نرَ صفحاتكم يومًا تساند حضرموت ومطالبها المشروعة، ولم تلتفت أقلامكم لمئات المرابطين في هضبة حضرموت وأطرافها، الذين تركوا أولادهم وبيوتهم وأعمالهم وسط ظروف قاسية لأجل الضغط على المجلس الرئاسي لتنفيذ مطالب حضرموت.
أقلامكم لم تنتقد التلاعب والتسويف في اجتماعات المجلس الرئاسي، الذي أعلن ولمرتين دعمه لمطالب حضرموت المشروعة واتخاذ قرارات بشأنها، ولم يحدث أي شيء حتى الآن.
قرار إيقاف إخراج ثروات حضرموت وخيراتها هو قرار حلف قبائل حضرموت بإجماع كامل، وليس قرار الشيخ عمرو بن حبريش وحده كما تحاولون إظهاره.
نصيحة لكم:
* عدن وأهلها ومصائبها وكوارثها أولى بأقلامكم ووسائل إعلامكم ..
* كونوا مع المظلومين والمقهورين لا ضدهم ..
* شكلوا مع حضرموت ومطالبها اتحادا ..
* لتكن عدن سندًا لحضرموت في رفع مظلوميتها وانتزاع حقوقها ..
* اجعلوا أقلامكم مسخرة للهجوم على سلطات فاسدة وفاشلة وعاجزة ، ووجهوا سهامكم إليهم ..
ما سيحققه الحضارم سيحرر عدن والجنوب واليمن عمومًا من الأوضاع المأساوية والانهيار المتواصل ؛ لعل الحر الشيخ عمرو بن حبريش، الذي لا ينتمي للأحزاب ولا يتبع لأي دول إقليمية، هو المفتاح والمخلص من هذا الواقع البائس.
تأكدوا أن حضرموت وحبريشها ماضون نحو الهدف، ولن تلتفت لأي حملات، بل سترد بالمزيد من الإصرار والعزيمة لانتزاع حقوق حضرموت كاملة.